في أبريل 2011، رفعت شركة أبل دعوى قضائية ضد شركة سامسونج للإلكترونيات، متهمةً عملاق التكنولوجيا الكوري الجنوبي بنسخ تصميم ووظائف هاتف آيفون في سلسلة هواتف جالاكسي الذكية. وسرعان ما أصبحت هذه القضية واحدة من أبرز نزاعات براءات الاختراع في قطاع التكنولوجيا.
تركزت ادعاءات آبل على براءات اختراع التصميم والاستخدام، بما في ذلك زوايا آيفون المستديرة، وشكل الإطار، وتصميم الأيقونات على الشاشة الرئيسية. كما زعمت آبل أن سامسونج انتهكت ميزات وظيفية مثل النقر للتكبير، وتأثير الارتداد عند التمرير. رفعت سامسونج دعوى مضادة، مدّعيةً أن آبل انتهكت بعض براءات اختراعها المتعلقة بتكنولوجيا الاتصالات اللاسلكية.
في عام ٢٠١٢، أصدرت هيئة محلفين في كاليفورنيا حكمًا لصالح شركة آبل، ومنحتها تعويضات تجاوزت ١٫٤ مليار دولار. وقد رُحِّب بهذا الحكم باعتباره انتصارًا كبيرًا لشركة آبل، وجرعة تنبيه لقطاع التكنولوجيا بشأن قوة الملكية الفكرية. إلا أن القضية لم تنتهِ عند هذا الحد، إذ خُفِّضت قيمة التعويضات لاحقًا، وخضعت القضية لعدة استئنافات وإعادة محاكمات.
في عام ٢٠١٦، نظرت المحكمة العليا الأمريكية ليس في مسألة نسخ سامسونج لمنتجات آبل، بل في كيفية حساب تعويضات انتهاك براءة اختراع التصميم. وقضت المحكمة بإمكانية تحديد التعويضات بناءً على مكونات محددة، وليس على المنتج بأكمله، مما أعاد القضية إلى المحاكم الأدنى.
بحلول عام 2018، وبعد أن منحت هيئة محلفين جديدة لشركة أبل مبلغ $539 مليون دولار، توصلت الشركتان إلى تسوية سرية أنهت ملحمة قانونية استمرت سبع سنوات.
كان لقضية آبل ضد سامسونج تأثيرٌ دائم على صناعة الهواتف الذكية. فقد سلّطت الضوء على الثقل القانوني لبراءات الاختراع التصميمية، وأجبرت العديد من المصنّعين على إعادة النظر في مدى تشابه منتجاتهم مع منتجات منافسيهم. كما أثارت القضية جدلاً حول كيفية حماية الابتكار دون خنق المنافسة.
في نهاية المطاف، لم تكن الدعوى القضائية تتعلق فقط بشركتين عملاقتين في مجال التكنولوجيا، بل إنها أرست سابقة في كيفية تقييم التصميم والابتكار والدفاع عنهما في عالم رقمي سريع التطور.


أضف تعليقًا